annonce
lundi 14 août 2017
samedi 5 août 2017
samedi 29 juillet 2017
mardi 4 juillet 2017
mardi 27 juin 2017
mercredi 24 mai 2017
mercredi 10 mai 2017
mardi 9 mai 2017
vendredi 28 avril 2017
jeudi 27 avril 2017
mardi 25 avril 2017
jeudi 2 février 2017
منهجية تحليل النص مع نماذج مقترحة
حول صيغة النص
* - عموما ، تخضع مقاربة النص الفلسفي
لنفس المواصفات أو المقومات التي تسري على القولة والسؤال..أي أن الهيكل العام
للإنشاء يظل ثابتا ..
( مقدمة تخصص للطرح
الإشكالي / عرض يتضمن تحليل الأطروحة التي يعرضها النص ومناقشتها أو مقابلتها
بأطروحة مخالفة قبل الإنتهاء إلى التركيب في الخاتمة..).
*- يتطلب النص - بالطبع - التركيز
على مضمونه من أجل استخراج المعطيات التي سنعتمدها في بناء الإجابة ﴿ أي العناصر التي سنضع بناء عليها الخطاطة أو
التصميم الذي نصوغه في مرحلة الفهم ← مجزوءة – مفاهيم – إشكالية – أطروحات ﴾..وتلك
عملية ننجزها بصدد القولة والسؤال أيضا ، الأمر الذي يعني أن خصوصية النص تكمن فقط
في حجمه،أو طوله، مقارنة مع القولة أو السؤال ..
لذلك ينبغي التركيز على النص خلال بعض
اللحظات من لحظات بناء الإجابة ، وخصوصا في :
1 - استخراج
المفاهيم الأساسية
..( أي المفاهيم التي سنحتاج إلى تعريفها في بداية مرحلة التحليل
..وقبل ذلك إلى طرح تساؤلات حول معناها
في المقدمة .. ).
وكذلك تحديد
الأطروحة التي سنحتاج
إلى تحليلها في بداية العرض..
فالنص ، إذن هو المصدر الذي سنستمد منه
المفاهيم لكي نوظفها في التساؤلات ( المقدمة ) ، وفي لحظة تعريف المفاهيم ( بداية
التحليل )..والأطروحة التي سنعمد إلى تحليلها...
ومعنى ذلك أن التلميذ ملزم بقراءة النص بإمعان
لبلوغ فهم جيد يتيح له تقديم عمل مقبول..
( إن إلحاحي على أهمية
قراءة النص وفهمه يرجع إلى ما يلاحظ عموما في إنجازات التلاميذ من تجاهل للنص
في بناء إجاباتهم..فاختيار صيغة النص يلزمنا بالتركيز عليه وإلا كانت الإجابة دون
قيمة...).
2 – هناك لحظة أخرى يغدو فيها النص
ضروريا ، وهي لحظة التحليل..فبعد إبراز أطروحة النص ، ينبغي عرض
مضامين وحجاج النص
، أي تتبع وشرح أفكار النص بشكل تسلسلي مع إبراز أساليب الحجاج التي يستخدمها في
عرض هذه الأفكار..ومعنى ذلك أن جزءا هاما من التحليل هو بمثابة إعادة بناء للنص من
طرف التلميذ معتمدا على لغته الخاصة حتى يتجنب الوقوع في النقل الحرفي للنص..
( ربما هذا هو السبب الذي يجعل معظم التلاميذ
ينفرون من التعامل مع النص لكونه يتطلب توفر القدرة على الفهم الجيد للنص من جهة ،
والكفاءة اللغوية التي تساعد على إعادة بناء النص بشكل مقبول..).
3 – عندما ننتهي من عملية التحليل التي
تم فيها التركيز بشكل كبير على النص ، ننتقل إلى مرحلة المناقشة ﴿ طبعا بعد أن
نكون قد أبرزنا قيمة وحدود الأطروحة المتضمنة في النص لكي نمهد للمناقشة كما سبق
ذكر ذلك عندما كنا بصدد الحديث عن صيغة القولة ﴾..وبعدها نخلص إلى الإستنتاج أو
التركيب في الخاتمة..
وهذا يؤكد أن الهيكل العام لبناء الإجابة يبقى
هو هو ، حيث لا نلمس اختلافا جوهريا بين منهجية التعامل مع النص مقارنة مع منهجية
تناول القولة ﴿ وحتى بالنسبة للسؤال..ولكني ركزت على المقارنة مع القولة لأن هذه
الأخيرة تتضمن أطروحة معينة تماما مثل النص ، بينما بعض الأنماط من الأسئلة لا
تنطوي على أطروحة ما كما سبقت الإشارة إلى ذلك في الوثيقة الخاصة بصيغة السؤال ﴾...كل
ما في الأمر أن النص أطول بالضرورة من القولة ،ومن ثم فهو يفرض علينا بذل مجهود
أكبر وتخصيص وقت أطول لقراءته وفهمه أكثر مما تفرضه القولة..فسواء تعلق الأمر
بقولة أو بنص ، نلاحظ بأننا نمارس نفس العمليات من قراءة وفهم وتوضيح لمضمونهما .
والآن ، لنأخذ النص التالي كنموذج تطبيقي لمزيد من
التوضيح :
﴿ موضوع تم طرحه في الدورة العادية لموسم 2012
- 2013 /
شعبة العلوم ﴾
« يطرح سؤال حول ما إذا كانت جميع الحقائق
تعتمد على التجربة الحسية ، أي على الإستقراء والأمثلة أم أن بعضها له أساس
آخر ، لأنه إذا كنا نستطيع التنبؤ بوقوع بعض الأحداث من غير اختبار سابق عليها ،
فمن الواضح أن عقلنا يساهم بشيء من عنده في هذا الأمر . إن الحواس ، رغم
أنها لازمة لمعرفتنا الحالية ، فإنها ليست كافية لتعطينا جميع المعارف بما أنها لا
تقدم سوى أمثلة ، أي حقائق خاصة أو فردية . والحال أن جميع الأمثلة التي تؤكد
حقيقة عامة ، أيا كان عددها ، لا تكون كافية لإثبات الضرورة الكونية لهذه الحقيقة
نفسها ، ذلك أن لا شيء يضمن لنا أن ما قد حدث سيحدث دائما وبنفس الطريقة . فقد
لاحظ اليونان والرومان وغيرهم من شعوب العالم القديم أنه ، دائما ، قبل متم أربع
وعشرين ساعة ينقلب النهار إلى ليل والليل إلى نهار . ولكن من الخطأ الإعتقاد أن
هذه القاعدة تصح في كل الأماكن ، فقد تأكد أن الأمر على خلاف ذلك في القطب الشمالي
مثلا ﴿...﴾ من هنا يظهر أن الحقائق الضرورية يجب أن تقوم على مبادىء لا
تكون براهينها متوقفة على الأمثلة ولا على شهادة الحواس ، وذلك على الرغم من أنه
لولا الحواس ما كان لنا أن نفكر في تلك الحقائق .»
ملحوظة :
عادة ما يتم تجنب ذكر إسم صاحب النص أو
الإشارة إلى المرجع الذي أخذ منه في امتحان الباكلوريا، وذلك تجنبا للتشويش على
تركيز التلميذ على النص..فالغاية هي الإشتغال على النص لاستخراج أطروحته ، ثم ربطها بالأطروحة أو الأطروحات المماثلة في
مرحلة التحليل..
1 – يقتضي النص قراءة متمعنة تتيح لنا فهم مضمونه لكي نضع خطاطة
أولية تتضمن العناصر التالية :
● المجــــزوءة
:
* المعرفة (..مع محاولة تحديد تعريف قد نحتاج
إليه في بعض لحظات بناء الموضوع..أو قد لا نوظفه إذا كان الموضوع لا يستوجب
ذلك..ولكن تعريف مفهوم المعرفة ليس شيئا متعذرا ، ولا بأس من وضعه أمام هذا العنصر
الأول من الخطاطة ).
← يتم تحديد معنى المعرفة عموما (
خاصية أو فاعلية بشرية تتجلى في قدرة الإنسان على إنتاج معارف متنوعة ) ..والمعرفة
العلمية خصوصا ( مجموع المعارف التي يتم
بناؤها اعتمادا على مناهج دقيقة بغاية تفسير الظواهر التي يدرسها العالم..).
● المفــاهيـــــم
:.....( يتم
استخلاصها من النص ، وليس من الضروري التقيد بالترتيب التي ترد به هذه المفاهيم
داخل النص ، بل يمكن ترتيبها حسب ما نراه من ارتباط أو تسلسل بينها..وقد تعمدت
التسطير عليها في النص..) :
*- الحقيقة : ← مفهوم ينطوي على دلالات متعددة أقربها إلى
الموضوع هي الدلالة المعرفية التي تحمل فيها الحقيقة معنى الحكم الصائب أو الفكرة
الصادقة واليقينية..
*- التجربة
الحسية : ← يقصد بها – عموما – ما تمدنا به الحواس من
معطيات ..
وفي المجال العلمي هي العملية
التي يلجأ إليها العالم قصد التحقق من صدق فرضياته ، وتتمثل في إصطناع شروط
الظاهرة ، أو إضفاء الطابع المخبري عليها ، وذلك من أجل اختبار هذه الفرضيات ..
* - العقل : ←
مفهوم يشير إلى القدرة على التفكير المجرد لدى الإنسان ويتقابل بذلك مع
المعرفة أو التجربة الحسية.
● الإشكـــــاليـة
:
*
- معيار الحقيقة ومصادرها ..( أي الإشكالية المطروحة في المحور الثاني من درس الحقيقة بشكل خاص ..كما أن الموضوع ينفتح
على درس النظرية والتجربة ، أي بإمكاننا استثمار عدة معطيات واردة في هذا الدرس
وخاصة ما يتعلق بموقف النزعتين العقلانية والتجريبية من مصدر ومعيار الحقائق
العلمية.. ).
● الأطــروحـــات:
1 –
الأطروحة العقلانية
التي يريد النص تأكيدها...( هي التي نشتغل عليها في مرحلة التحليل...).
2 – الأطروحة التجريبية التي ينتقدها النص...( نوظفها في
لحظة المناقشة ).
2 – بناء على هذه الخطاطة ، نشرع في صياغة الموضوع
مع ضرورة التركيز في مرحلة التحليل على النص كما تمت الإشارة إلى ذلك سابقا..وهذه
بعض المقترحات :
المـقدمــــــة
*- قد نعتمد الصياغة المعتادة :
← يندرج موضوع النص ضمن مجزوءة المعرفة ، حيث
يتناول مفهوم الحقيقة الذي يطرح عدة إشكاليات ذات طبيعة فلسفية و إبستمولوجية منها
المسألة التي يتناولها النص ، وهي المتعلقة بمعايير الحقيقة ومصادرها.
فما المقصود بالحقيقة ؟ ..وما معنى كل من التجربة الحسية والعقل ؟
وهل الحقيقة نتاج للعقل أم للتجربة ؟ وما
موقف صاحب النص من ذلك ؟
*- وقد نلجأ إلى صياغة المقدمة على نحو
آخر مثل :
←
تشكل المعرفة فاعلية بشرية تعبر عن قدرة الإنسان على إبداع معارف مختلفة
تفيده في الحياة..وتعتبر الحقيقة الهدف الأسمى للمعرفة البشرية لكون الإنسان يسعى
من وراء الحصول عليها إلى إدراك ذاته ومعرفة العالم الذي يعيش فيه..ولذلك شكل
مفهوم الحقيقة موضوعا للتفكير على المستوى الفلسفي والإبستمولوجي ، حيث أثار عدة
إشكاليات من بينها المسألة التي يتناولها النص ، وهي المتعلقة بمعايير الحقيقة
ومصادرها.
+ التساؤلات.. (السابقة).
العـــــــــــــرض
التحليـــــل
*- تعريف المفاهيم التي تم التساؤل عنها
في المقدمة .
*- تفسير أو تحليل النص :
◄- يتم إبراز أطروحة النص... أي الإشارة إلى أن النص يميل إلى
تأكيد الأطروحة العقلانية ..
( تسمى أيضا بالنزعة اللاوضعية ).
◄- يتم عرض مضامين وحجاج النص ، أي أفكاره وأساليبه في البرهنة أو
الإقناع،مثل ما يلي :
1 – يستهل صاحب النص حديثه عن الموضوع بطرح
السؤال حول مدى ارتكاز الحقائق على التجربة الحسية أو على العقل ..ويبدو أن
غايته من ذلك هي تأكيد أطروحته السابقة لأنه يفسر تساؤله بالتأكيد على أن
العقل لابد أن يكون عنصرا مساهما في إنتاج الحقائق ما دام يستطيع التنبؤ بحدوث بعض
الظواهر دون أن يكون ذلك مسبوقا بالإختبار أو التجربة..
" يطرح سؤال.............لأنه
إذا كنا ........فمن الواضح أن عقلنا .........في هذا الأمر "
|
2 – بعد ذلك ينفي أن تكون الحواس
كافية لتزويدنا بكل المعارف نظرا لاعتمادها على أمثلة أو حالات جزئية خاصة ..وفي
ذلك إشارة إلى طريقة الإستقراء المعتمدة في العلوم التجريبية ، حيث غالبا ما نتوصل
في هذه العلوم إلى النتيجة انطلاقا من دراسة أو إجراء التجربة أو الإختبار على
عينة محدودة لا تشمل كل العناصر التي تتشكل منها الظاهرة المدروسة...لذلك يستدرك
صاحب النص قوله بالتأكيد على أن الأمثلة – مهما بلغ عددها – لا يمكنها أن
تكفي لإضفاء الطابع الضروري أو الكوني على حقيقة ما لتجعلها صحيحة أو يقينية في كل
زمان ومكان. ولذلك يرفض صاحب النص القاعدة التجريبية التي تقوم على اعتبار أن ما
حدث من ظواهر في وقت معين سيقع بنفس الصورة في وقت آخر...
"إن الحواس ...ليست كافية.....................والحال
أن...............................بنفس الطريقة "
|
3 – ويقدم النص مثالا توضيحيا
يتعلق بظاهرة تعاقب الليل والنهار..فبناء على الملاحظة ، ساد الإعتقاد لدى الشعوب
القديمة بأن الليل والنهار يتقاسمان المدة الزمنية التي يستغرقها اليوم الواحد (
أي 24 ساعة ) ، ولكن تبين في العصر الراهن بأن هذه "الحقيقة" لا تنطبق
على كل الأمكنة ، أو المناطق الجغرافية ، بعد اكتشاف ظاهرة امتداد الليل ،
أوبالمقابل استمرار النهار ، لفترة أطول من السنة في القطب الشمالي..وهذا يؤكد بأن
النتائج التي يسفر عنها الإختبار أو التحقق التجريبي تظل جزئية وفي حاجة إلى
التعديل والمراجعة تبعا لما يمكن أن يحدث من تطورات داخل المعرفة العلمية ، بحيث
أنه لا يكفي اختبار فرضية ما ، أو التحقق منها تجريبيا ، لكي تصبح حقيقة علمية
نهائية ، بل يمكن أن تظهر معطيات جديدة تحتم علينا إعادة النظر في هذه الحقيقة..
( المقصود بذلك أنه قد تظهر حقائق
جديدة تفرض مراجعة بعض القوانين التجريبية ..فمثلا ، من المعروف أنه في مجال
الفيزياء سادت لوقت طويل فكرة القدرة على ضبط سرعة وموقع جسم متحرك إذا كنا نعرف
إما درجة سرعته أو موقعه....ولكن ظهور الدراسات الميكروسكوبية أبان عن تعذر ضبط
سرعة أو موقع الإلكترونات..).
"فقد لاحظ اليونان............................................................في
القطب الشمالي "
|
4- يستنتج صاحب النص في الأخير
بأنه لا ينبغي الإرتكاز على الإختبار التجريبي ، أو شهادة الحواس ، لبناء الحقيقة
اليقينية رغم كونه لا ينكر دور الحواس في تحفيز العقل على التفكير في المعطيات
التي تتلقاها من الواقع الخارجي..
"من هنا يظهر أن...................................................................تلك
الحقائق "
|
● ملاحظات إضافية :
1 - بالنسبة لتحليل النص ، ينبغي بالطبع أن تكون
الفقرة الخاصة بذلك متماسكة ﴿ دون ترقيم أو عنونة أو فصل بين الفقرات إلا للضرورة
التي تقتضيها الكتابة الإنشائية..﴾.
2 - بالنسبة للكشف عن مضامين النص وحجاجه ، هناك
طريقة متبعة تتمثل في تناول مضامين النص أولا قبل التطرق لأساليب الحجاج في فقرة
لاحقة أو مستقلة ..
هذه الطريقة مقبولة عموما..لكنها
تبدو لي – شخصيا – منتجة لنوع من التكرار عندما تعمد إلى تناول أساليب الحجاج مع
تكرار للمضامين التي تم التطرق لها في السابق...فبعد أن يتم تناول الأفكار الواردة
في النص ومحاولة توضيح مضمونها ، تتم العودة إلى إبراز أساليب الحجاج مما قد يضطرنا
إلى تكرار الفكرة ، أو الأفكار ، التي سبق التطرق لها...
← إذا أخذنا الفقرة الأخيرة من النص السابق مثلا ، يقوم التلميذ أولا بشرح
مضمون الفكرة الواردة في هذه الفقرة على النحو التالي :
في الأخير يرى صاحب النص بأنه لا ينبغي
الإرتكاز على الإختبار التجريبي ، أو شهادة الحواس ، لبناء الحقيقة اليقينية .
ثم يعود التلميذ في فقرة لاحقة إلى
القول بأن النص قد اعتمد من الناحية الحجاجية على الإستنتاج عندما قال
" من هنا يظهر بأن ......" ﴿
نقع في تكرار مضمون الفكرة ﴾
كما أن التلميذ قد يكتفي بالإشارة إلى أساليب
الحجاج دون ربطها بمضامين النص على اعتبار أنه قد فرغ من الحديث عن هذه المضامين
في الفقرة السابقة ، وهو ما يخلق انفصالا بين مضمون النص وحجاجه...
← يكتفي التلميذ بالقول بأن النص قد اعتمد على تقنيات حجاجية أهمها التوكيد
والتفسير و.... لكن دون إبراز المواضع التي لجأ فيها النص إلى توظيف هذه
الأساليب..
ونظرا لهذه الإعتبارات ، تبدو لي الطريقة ﴿الثانية﴾
التي تمزج بين الجانبين أفضل ، أي الطريقة التي تعمد إلى التعبير عن مضمون الأفكار
الواردة في النص مع إبراز طرق الحجاج التي تستند إليها في نفس الوقت..وهو ما حاولت
أن أبينه في المعطيات السابقة المخصصة لتحليل النص..
◄ – عند الإنتهاء من الكشف عن مضامين النص وحجاجه ، نؤكد ما تم عرضه من خلال
الإشارة إلى كون النص قد قدم دفاعا عن الأطروحة القائلة بأهمية العقل في إنتاج
المعارف العلمية ، وذلك باعتماد أساليب حجاجية متنوعة - تمت الإشارة إليها - تجمع
بين التساؤل والتفسير والتوكيد والنفي والإستنتاج..
■ بعد ذلك نحاول تدعيم الموقف الذي
يدافع عنه النص بالإشارة إلى أحد أو بعض المواقف التي تتطابق معه ..ثم توظيف استشهاد ومثال إذا أمكن.
■ ثم يتم إبراز القيمة والحدود ..
+ موقف يبرز أهمية
العقل كعنصر يضطلع بدور أساسي في إنتاج الحقيقة اليقينية
( نجد ذلك في مجالات علمية معينة كالرياضيات..حيث
يتم الإعتماد على النشاط العقلي المجرد – أو الإستنباط المنطقي – في صياغة الحقائق
الرياضية ).
▬ موقف يقلل من شأن التجربة
الحسية التي تعتبر أساسية في مجالات أخرى كالعلوم الطبيعية..
( من المعروف أن العلوم الطبيعية تعتمد بشكل كبير
على التجارب العلمية للتأكد من صحة الحقائق التي تتوصل إليها ).
وبذلك سنمهد للدخول في مرحلة المناقشة ( قد نستخدم ربطا مناسبا مثل :
وبخلاف ذلك .. وفي المقابل ..
أو نقول← وهذا هو الموقف الذي تتبناه النزعة التجريبية
أو الوضعية التي تقوم على اعتبار التجربة أساس الحقيقة العلمية....أو قد نوظف
تساؤلا ملائما مثل ← فما أهمية معيار التحقق التجريبي في.....؟ )
المناقشـــة
في المناقشة ينبغي تناول الموقف التجريبي الذي
يعطي الأولوية لمعيار التطابق مع الواقع أو التحقق التجريبي ، ويعتمد على التجربة
كمصدر أساسي ..وذلك استنادا إلى نموذج معين ( "كلود برنار" مثلا وخطوات
المنهج التجريبي..).
الخـاتمـــــة
خاتمة مقترحة
↓
يتبين
أن معايير الحقيقة تتوزع بين موقف عقلاني يعتبر الحقيقة الضرورية أو الكونية نتاجا
للعقل الرياضي أو التفكير المجرد، وهو موقف ينطلق من نموذج علمي يتجلى في ما يسمى
بالعلوم النظرية التي لا يتم فيها اللجوء إلى التجربة لبناء المعارف بقدرما يتم
الإعتماد على الإستنباط المنطقي... ( الرياضيات – المنطق – الفيزياء النظرية ) ؛ وبين
موقف تجريبي يستلهم النموذج الفيزيائي الكلاسيكي الذي تلعب فيه التجربة وطريقة
الإستقراء دورا أساسيا..ومن ثم فالحقيقة العلمية ليست نتاجا للعقل وحده ، أو
للتجربة بمفردها ، بل هي حصيلة علاقة جدلية معقدة بين العقل والحس ، أو بين الفكر
والواقع ، وهو ما يستلزم المزاوجة بين هذين الموقفين..
ملحوظة
: واضح أن الأمثلة التي تصلح
للتوظيف بالنسبة لهذا الموضوع ، أو حتى في ما يخص موضوعات أخرى ترتبط بدرس النظرية
والتجربة أو درس الحقيقة، هي أمثلة مستمدة من العلوم الطبيعية التي ترتكز على التجربة ﴿ عندما يتعلق الأمر بالأطروحة
التجريبية ﴾ ، أو من العلوم التي يطغى عليها الإعتماد على الإستنباط المنطقي ( أو الإستدلال العقلي )بالنسبة للأطروحة
العقلانية ..
وتجدر الإشارة إلى أن الأمثلة تقوم بدور
هام في بناء الموضوع وإضفاء العمق والوضوح عليه ، وذلك لأن توظيف الأمثلة يعبر عن
كوننا ندرك ما يذهب إليه تصور ما ويؤكد بذلك تفاعلنا مع الموضوع....وتتنوع المصادر
التي قد نلجأ إليها لتوظيف الأمثلة حسب طبيعة الموضوع الذي نطرقه ( أمثلة من الحياة
اليومية أو من التاريخمنهجية تحليل السؤال مع نماذج مقترحة
حــول صيغة الســــؤال
|
..والآن سنقف عند صيغة السؤال لمحاولة تطبيق منهجية الكتابة
الفلسفية عليها في انتظار التعامل مع صيغة النص لاحقا..
*- أولا :
عموما ، ليس هناك اختلاف كبير بين طريقة التعامل مع القولة وطريقة التعامل
مع السؤال..فالمطالب تظل هي هي ، أي تقديم إجابة تتضمن الطرح الإشكالي في المقدمة
، وتخصيص العرض للتحليل ( تعريف المفاهيم – توضيح مضمون السؤال وربطه بالأطروحة
التي تتلاءم مع مطلب السؤال إذا كان يتضمن الإشارة إلى هذه الأطروحة )، ثم
عرض الأطروحة المخالفة في مرحلة المناقشة ، وأخيرا صياغة خاتمة تركيبية..
( عندما يخلو السؤال
من المراهنة على أطروحة معينة ، يمكننا عرض الأطروحات التي يحيل إليها السؤال
عموما ، مع التقيد بترتيب هذه الأطروحات وفق ما قد يقتضيه منطوق السؤال، أو دون
التقيد بترتيب معين إذا لم يلزمنا السؤال بذلك..كما سنلاحظ لاحقا ).
*- ثانيا :
لاحظنا أن ما يميز القولة هو أنها تتضمن أطروحة معينة هي التي ينبغي أن
تكون موضوعا للتحليل مقابل الأطروحة المخالفة التي ستكون موضوعا للمناقشة.....هذا أمر واضح......
يبقى أن نشير إلى أمر بديهي آخر ، وهو أن
استخراج أطروحة القولة يشترط فهما جيدا لمضمون القولة ..
فمن
الواضح أن القولة " إن التجربة هي المصدر الوحيد للمعرفة
العلمية " لها أطروحتها التي تؤكد عليها ←أي أطروحة النزعة التجريبية...في حين
أن القولة " ليست التجربة مصدرا وحيدا
للمعرفة...." لها أطروحتها التي تريد أن تؤكدها من خلال نفيها لأطروحة كفاية التجربة في بناء المعرفة (أي نفي
الأطروحة التجريبية ، والتي تسمى أيضا بالنزعة الوضعية أو الإختبارية).. ←أي أنها تهدف إلى الدفاع عن أطروحة
النزعة العقلانية..
ومن ثم يفرض الموضوع الأول أن نتناول الموقف
التجريبي (في التحليل ) ، بينما تفرض القولة الثانية أن يكون تحليلنا مركزا حول
الموقف العقلاني بوصفه الموقف الذي تراهن عليه القولة..
...ونفس الأمر يسري
على القولة السابقة : " ينبغي أن نكون عبيدا للقوانين كي نكون أحرارا
"..فهي تنطوي على أطروحتها التي تؤكد على ضرورة التنظيم القانوني للحرية..وهي
الأطروحة التي تم تناولها في التحليل قبل التطرق – في المناقشة – للأطروحة
المقابلة..
-
فما الذي يميز صيغة السؤال عن صيغة القولة ؟
- هل يتخذ السؤال طابعا محايدا أو بريئا !؟..
بحيث يهدف فقط إلى الإستفسار عن حقيقة ما يجهلها صاحب السؤال ؛ أم أن السؤال ( أو
بعض الأنماط من الأسئلة ) قد ينطوي على موقف معين أو يراهن على أطروحة ما مثلما هو
الشأن بالنسبة للقولة ؟؟
■- ترد أسئلة امتحان الباكلوريا في صيغ
تتباين من حيث أدوات الإستفهام التي تعتمدها ، ومنها مثلا :
● ﴿ كيف..؟ ﴾..← كيف تتحدد
قيمة الشخص ؟ سؤال يتطلب تناول الأطروحات المرتبطة بقيمة
الشخص ..أي "كانط" و"غوسدورف" (حسب كتاب في رحاب الفلسفة) ،
ويبقى أمر ترتيب هذه التصورات من اختيار التلميذ ما دام السؤال لا يشير إلى أية
أطروحة...
● ﴿..ما..؟.﴾..← ما الدولة ؟.(سؤال يقتضي تناول مشروعية الدولة
وغاياتها، أي الإشكالية المطروحة في المحور الأول من درس الدولة ، مع ترتيب
الأطروحات حسب اختيارنا ما دام السؤال لا يلزمنا بأن نبدأ بهذا التصور أو
ذاك..)....
(
تم طرح هذا السؤال في موسم 2011 /2012 ).
من
الواضح أن (كيف ...؟) يراد بها بيان الأساس أو المصدر الذي تنبني عليه قيمة
الشخص..
و (مــا ...؟) يراد بها الإستفسار عن أساس الدولة
ووظائفها...فالسؤالان معا لا يتضمنان موقفا أو حكما معينا ( لا يراهنان على أية
أطروحة )، كما لا يلزمان بترتيب محدد للأطروحات....الشيء الذي يسمح لنا بأن نختار
بحرية ترتيب التصورات أو الأطروحات التي يستدعيها الموضوع..
فالإنتباه إلى صيغة السؤال يساعدنا على بلوغ فهم جيد وضمان بناء
إجابة مقبولة..ولا أعتقد أن هذا الأمر سيكون صعبا.
● ﴿..هل..؟ ﴾.. ← هل توجد
دولة بدون عنف ؟ .
← هل التجربة هي المصدر الوحيد للمعرفة...؟
← هل يمثل الغير ضرورة للأنا ؟
←هل يمكن
معرفة الغير عن طريق المماثلة بيني وبينه ؟
( تم
طرح هذا السؤال في الدورة العادية لموسم 2012/2013 ..وسنحاول تقديم بعض المعطيات
حول طريقة معالجته ).
تستخدم هذه الأسئلة أداة الإستفهام " هل
..؟" بخلاف السؤالين السابقين ( كيف
– ما ..؟)...
فما الذي يترتب عن هذا الفرق ؟
عندما
نوجه السؤال التالي لأحد ما :
* هل توجد دولة بدون عنف ؟..
...فهل غرضنا من طرحه
هو مجرد استفسار نريد من ورائه الحصول على معرفة أو حقيقة جديدة كنا جاهلين لها
..؟ ..أم أننا نريد - في الحقيقة - أن نجر المخاطب (الذي نوجه إليه
السؤال) إلى الإقرار بأنه لا توجد دولة بدون عنف..؟ أليس
الإحتمال الثاني هو الأرجح ؟..أي أن السؤال ليس بريئا كما قد يبدو في ظاهره ، بل يراهن
على فكرة أو تصور معين هو عدم وجود دولة بدون عنف ، ويريد من مخاطبه أن
يقدم جوابا يعزز هذه الفكرة ، أي أن يجرنا إلى الإتفاق معه في الرأي عندما سنبين
أن كل دولة لابد أن ترتبط بالعنف...
ملحوظة
:
بالطبع..ليس من الضروري أن نظل متفقين مع الطرح
الذي يذهب إليه السؤال ، بل سنراعي في مرحلة التحليل عرض الأطروحة التي
يراهن عليها ﴿ أي عدم وجود دولة بدون عنف ﴾.
﴿ مع الأخذ بعين الإعتبار تحديد قيمة هذه
الأطروحة وحدودها ﴾.
على
أن نتطرق في المناقشة للأطروحة التي يعارضها ﴿ أي إمكانية وجود دولة بدون
عنف ﴾ ﴿
+ القيمة والحدود ﴾...
وبذلك
سننتهي إلى الحكم على كل موقف بأنه نسبي لا يكفي وحده لتفسير الإشكالية
المطروحة....فالهدف إذن هو الكشف عن الأطروحة التي يميل السؤال إلى تأكيدها أو
الدفاع عنها لكي نجعلها موضوعا للتحليل ، ولا شيء يمنعنا من مناقشة تلك
الأطروحة بعد ذلك ، بل هذاهو المطلوب في بناء الإجابة كما لاحظنا في الوثيقة
السابقة حول صيغة القولة..
نفس الأمر ينطبق على سؤالنا : * هل التجربة هي المصدر
الوحيد للمعرفة العلمية ؟
فهذا
السؤال ينطوي ضمنيا على أطروحة أو تصور مفاده أن التجربة ليست المصدر الوحيد
للمعرفة العلمية..أي أنه سؤال استنكاري يهدف إلى نفي ما يصرح به من حيث
منطوقه الظاهري (التجربة كمصدر وحيد للمعارف العلمية ) ، وإثبات ضده (
لا تعتبر التجربة مصدرا وحيدا للمعارف العلمية )..
ويسري
ذلك أيضا على السؤال (هل يمثل الغير ضرورة للأنا ؟)..فمراد السؤال هو التأكيد على
أن الغير قد لا يمثل ضرورة للأنا...( هناك تصورات فلسفية تنفي ضرورة الغير في
تحقيق الوعي بالذات أو تبلور "الأنا" كالتصور الديكارتي ، أو موقف
"هايدجر"..)..
والسؤال الأخير ( هل يمكن معرفة الغير عن طريق
المماثلة بيني وبينه ؟) لا يشذ عن هذه القاعدة ، فهو سؤال يستهدف القول بأن أسلوب
المماثلة قد لا يكون صالحا - أو كافيا - لمعرفة الغير( نفي ما يصرح به ظاهريا
)، وإثبات ضده ( تعذر معرفة الغير عبر المماثلة )..
وباختصار..عندما يتخذ السؤال هذا الطابع
الإستنكاري ، فإنه يتطلب منا أن نبدأ بالأطروحة التي يراهن عليها ،وليس تلك التي
يريد نفيها..وفي ما يلي بعض التوضيحات الإضافية :
* - السؤال الأول يتطلب – على مستوى التحليل –
تناول الأطروحة التي تؤكد على أن الدولة ترتبط بممارسة العنف...عنف قد تكون
غايته الوحيدة هي الحفاظ على السلطة ولا يشترط فيه أن يكون مشروعا ﴿موقف "ماكيافيل" ﴾..أو قد يكون عنفا
مشروعا ينضبط للقواعد القانونية ﴿موقف
"ماكس فيبر"﴾...وعلى مستوى المناقشة ، يتم التطرق للأطروحة التي تنبذ
أو ترفض عنف الدولة ﴿ ابن خلدون – غاندي – حنا أرندت ... ﴾..
* - بالنسبة للسؤال الثاني ، نتطرق في التحليل للأطروحة
العقلانية التي يبدو أن السؤال يميل إليها، ثم للأطروحة التجريبية التي
يبدو أن السؤال يحاول نفيها .
* - السؤال الثالث يقتضي – في التحليل –
تناول الأطروحة التي لا تعتبر وجود الغير شرطا ضروريا لحصول الشخص على
الوعي بذاته أو تشكيل "أناه"..
← نجد هذا الموقف عند "ديكارت" و
"هايدجر"...
والتطرق - في المناقشة
- للأطروحة التي ترى أن وجود الغير يعد شرطا لازما لتحقيق الأنا وعيه بذاته
← نجد ذلك عند "هيجل" و
"سارتر"..
* - السؤال الأخير يفترض أن يتم تناول الأطروحة ( ات
) التي تنفي إمكانية معرفة الغير قبل
تخصيص المناقشة لتناول الأطروحة ( ات ) التي تؤكد على إمكانية معرفة الغير...
·
إن الهدف من إيراد هذه المعطيات هو إثارة
الإنتباه إلى أن الأسئلة التي تتخذ صيغة السؤال الإستنكاري ، في مجال الفلسفة ،
ليست أسئلة بريئة لا تنطوي على أطروحة ما أو لا تراهن عليها ، بل هي أسئلة حاملة
في طياتها لتصور معين هو الذي ينبغي علينا أن نتطرق إليه في التحليل قبل الإنتقال –
في المناقشة – إلى التصور الذي يعارضه ، وهو التصورالذي ينفيه السؤال..
·
تجب الإشارة إلى أن السؤال الإستنكاري
هو الذي يبدأ ب " هل " ويتضمن الإشارة إلى تصور واحد أو أطروحة
واحدة....أما عندما يتضمن أطروحتين ، فإنه يصبح سؤالا يهدف إلى الإستفسار فقط...
مثلا إذا كان السؤال على الشكل
التالي :
* هل
تعتبر التجربة مصدرا وحيدا للمعارف العلمية ، أم أن هذه المعارف نتاج للتفكير
العقلي المجرد ؟....فإنه يفقد الطابع الإستنكاري ولا يتطلب منا سوى تناول التصورات
الواردة فيه بالترتيب..أي أن نتحدث عن التصور التجريبي أولا ، ثم نقابله بالتصور
العقلاني ثانيا ..
·
أرى من الضروري الإشارة
إلى أن هناك طريقة متداولة بين العديد من التلاميذ – ربما بإيعاز من بعض الأساتذة –
تتعلق باستخلاص الأطروحة التي يراهن عليها السؤال الإستنكاري..وتتمثل في اللجوء
إلى حذف أداة الإستفهام "هل" واعتبار أن ما تبقى من عبارة السؤال هو
أطروحته..!؟..
مثلا بالنسبة
للسؤال : *هل التجربة هي المصدر الوحيد للمعرفة...؟..سنحذف – حسب هذه الطريقة –
"هل" فنحصل على الأطروحة التي يراهن عليها السؤال ، وهي " التجربة
هي المصدر الوحيد للمعرفة.."..ونلاحظ بأننا بذلك قد عكسنا الأمر ، بحيث جعلنا
السؤال يِؤكد ما ينفيه !؟ ﴿أي أننا أوقعنا أنفسنا في تناقض صارخ﴾...إنها طريقة سيئة تنم عن قراءة ساذجة وسطحية للسؤال..والقراءة المتمعنة
وحدها هي التي تكشف لنا عن أطروحة السؤال الإستنكاري..
أخيرا ،أملي أن أكون قد بلغت بأكبر قدر من
الوضوح ما ورد في هذه الوثيقة من معطيات..كما أود أن أشير إلى أنه أثناء عملية
تصحيح مواضيع الباكلوريا يتم التساهل مع الإجابات التي تتطرق للموقفين بالنسبة
للسؤال الذي يكتسي صبغة استنكارية (أي يتم قبول الإجابة التي تتناول الموقفين
التجريبي والعقلاني – مثلا بالنسبة للسؤال السابق– مهما كان الترتيب الذي يضفيه
عليها التلميذ..أي أن الشرط الوحيد هو عدم الخروج عن الموضوع..أما أن يبدأ التلميذ
بهذا الموقف أو ذاك فيظل أمرا مقبولا عموما )..
ويستند هذا الموقف إلى فهم خاص للسؤال الإستنكاري مؤداه
أن السؤال الذي يوظف "هل" يحتمل جوابين أو موقفين يمكن للتلميذ أن
يستحضرهما دون تقييده بترتيب معين..وربما يقف وراء ذلك أيضا تدني المستوى التعليمي
العام للتلاميذ مما يضطر السلطات الوصية على التعليم إلى التساهل حتى لا تكون
نتائج الإمتحان كارثية...وإذا كنت قد أكدت على ضرورة فهم محتوى السؤال الإستنكاري
، ومحاولة الكشف عن الأطروحة التي يميل إليها فلأجل تحقيق الأفضل....وبالنسبة لي
شخصيا ، تكون الإجابة التي تدل على أن التلميذ قد أدرك الطبيعة الإستنكارية للسؤال
ووضحها في عمله أفضل من الإجابة التي لا تراعي هذا الأمر وتكتفي بعرض المواقف
كيفما اتفق دون مراعاة خصوصيات السؤال..
ولحسن حظ
التلميذ ، يظل المطلوب هو توفير معطيات الإجابة دون إلزامه بترتيب المواقف حسب ما
تقتضيه طبيعة السؤال الإستنكاري..لذلك ينبغي أن يكون اختيار التلميذ قائما على مدى
تمكنه من الموضوع ومن مادة الفلسفة عموما..فإذا أدرك إدراكا واضحا بأن السؤال يحمل
صبغة استنكارية ، وتمكن من توضيح ذلك في تناوله للموضوع ، سيكون عمله مقبولا...أما
إذا لم يتمكن من إدراك طبيعة السؤال فاعتبره مجرد استفسار وأنجز إجابته بناء على
ذلك ، سيكون عمله مقبولا أيضا..( طبعا مع أفضلية الإختيار الأول في نظري ).
نأخذ مثلا السؤال : هل التجربة هي المصدر الوحيد للمعرفة...؟
1 – إذا اعتبرنا أن السؤال ذو طابع استنكاري ، سنقوم بمعالجة هذه النقطة كما
يلي :
نشير في
بداية التحليل – بعد تعريف المفاهيم – إلى أن السؤال له طابع استنكاري يتمثل في
كونه يهدف إلى التأكيد على وجود مصدر آخر للمعرفة من غير التجربة ، أي يحاول
الدفاع عن الموقف العقلاني الذي يرى ممثلوه بأن.... ثم نقوم بتحليل هذه الأطروحة
قبل الرد عليها ، في المناقشة ، بواسطة الأطروحة المعارضة ( النزعة التجريبية)..
2 – في الحالة الثانية ، أي اعتبار السؤال مجرد استفسار عن حقيقة ما ،
يمكننا تطبيق الصيغة التالية :
نشير في بداية التحليل –
بعد تعريف المفاهيم – إلى أن السؤال يقتضي استحضار الموقف الذي يرى بأن التجربة هي
المصدر الوحيد للمعرفة العلمية.....ثم نقوم بتحليل هذه الأطروحة ( أي موقف "كلود
برنار " أو..... )..قبل مقابلتها بأطروحة مخالفة في المناقشة...
نعود الآن إلى السؤال : هل
يمكن معرفة الغير عن طريق المماثلة بيني وبينه ؟
الخطاطة الأولية
المجزوءة
|
الوضع البشري
◄ يمكن تعريف المفهوم لاستثماره عند
الحاجة..( مفهوم يشير إلى المكونات التي يتحدد بها وجود الإنسان..ويدخل ضمنها
البعد العلائقي الذي يرتبط بمفهوم الغير..).
|
المفاهيم
|
الغير ←( مفهوم مركزي في السؤال..بجواره
" معرفة الغير – المماثلة "، سيتم تناولهما أثناء عرض الأطروحات..لذلك
، وتلافيا للتكرار ، ليس من الضروري تعريفهما في بداية التحليل ثم العودة إليهما
لاحقا..).
◄ عند الشروع في التعريف نشير إلى أن
الغير مفهوم يحيل معناه ، عموما، على الآخر من الناس ..
وينطوي ، من حيث دلالته الفلسفية ، على مفارقة
تجعله شبيها بالأنا أو مطابقا لها من جهة ( تعريف "لالاند"← "
الأنا الآخر") ، ومخالفا للأنا أو نقيضا لها من جهة ثانية ( تعريف
"سارتر" ← " الأنا الذي ليس أنا")..
|
الإشكالية ( المحور )
|
معرفة الغير
◄ تتم الإشارة إلى الإشكالية التي
يثيرها السؤال مع صياغة التساؤلات ( حول المفهوم أو المفاهيم أولا ، ثم عن مضمون
الإشكالية ثانيا ).
|
الأطروحات
|
1–
الأطروحة المفترضة في السؤال ..( بحكم أن السؤال له طابع استنكاري ، فإن
الأطروحة التي سنبدأ بها هي تلك التي تميل إلى اعتبار معرفة الغير متعذرة أو
مستحيلة..).
◄ يمكن استثمار تصور " مالبرانش
" ( تعذر معرفة الغير من خلال الأنا )............. أو " سارتر "
( معرفة الغير تشييئية..)، أو " غاستون بيرجي "( عزلة الأنا )..
2– الأطروحة المقابلة ..
◄ يمكن توظيف تصور "ميرلوبونتي"
← ( معرفة الغير ممكنة عبر الإستدلال بالمماثلة )..
.. أو
"ماكس شيلر" ← ( معرفة الغير ممكنة بالنظر إليه ككل موحد / ككلية une totalité )..
|
*- أمامنا الآن أطروحات متعددة يمكننا استثمارها في بناء الإجابة ، إما
بالإقتصار على المقابلة بين أطروحتين فقط ، أو تجاوز ذلك نحو توظيف عدد أكبر من
هذه الأطروحات...وينبغي بهذا الصدد مراعاة شرطين :
أولا : اختيار
ما نراه في متناولنا من تصورات ، أي ما نملك بصدده معطيات كافية وواضحة..
ثانيا : اختيار
الأطروحات الأكثر قربا من الموضوع ، أي التي تتضمن معطيات ملائمة أكثر ..
← إن التمعن في مضمون السؤال يكشف
لنا عن إمكانية توظيف :
1 – تصور "مالبرانش" القريب أكثر من الأطروحة المفترضة في
السؤال ، ومن ثم يمكن استثماره في تدعيم هذا الموقف .
( طبعا قد يتم توظيف تصورات أخرى مثل "سارتر"أو "غاستون بيرجي"..وسيكون ذلك مقبولا بحكم ارتباط هذه
التصورات بالموضوع..).
2 – تصور "ميرلوبونتي" الذي يبدو أنه يمثل الموقف الذي يميل
السؤال إلى التشكيك فيه .
( طبعا قد يتم توظيف تصورات أخرى مثل "شيلر"..وسيكون ذلك مقبولا بحكم ارتباط هذا
التصور بالموضوع..).
ومع ذلك ، لا شك أن الإختيار
الأول ( "مالبرانش" و "ميرلوبونتي" ) سيبقى أفضل ما دام يعبر
عن فهم أعمق لمتطلبات الموضوع..
Inscription à :
Articles (Atom)