annonce

jeudi 2 février 2017

منهجية تحليل السؤال مع نماذج مقترحة





حــول صيغة الســــؤال

    ..والآن سنقف عند صيغة السؤال لمحاولة تطبيق منهجية الكتابة الفلسفية عليها في انتظار التعامل مع صيغة النص لاحقا..


    *- أولا :  عموما ، ليس هناك اختلاف كبير بين طريقة التعامل مع القولة وطريقة التعامل مع السؤال..فالمطالب تظل هي هي ، أي تقديم إجابة تتضمن الطرح الإشكالي في المقدمة ، وتخصيص العرض للتحليل ( تعريف المفاهيم – توضيح مضمون السؤال وربطه بالأطروحة التي تتلاءم مع مطلب السؤال إذا كان يتضمن الإشارة إلى هذه الأطروحة )، ثم عرض الأطروحة المخالفة في مرحلة المناقشة ، وأخيرا صياغة خاتمة تركيبية..

( عندما يخلو السؤال من المراهنة على أطروحة معينة ، يمكننا عرض الأطروحات التي يحيل إليها السؤال عموما ، مع التقيد بترتيب هذه الأطروحات وفق ما قد يقتضيه منطوق السؤال، أو دون التقيد بترتيب معين إذا لم يلزمنا السؤال بذلك..كما سنلاحظ لاحقا ).


    *- ثانيا :  لاحظنا أن ما يميز القولة هو أنها تتضمن أطروحة معينة هي التي ينبغي أن تكون موضوعا للتحليل مقابل الأطروحة المخالفة التي ستكون موضوعا للمناقشة.....هذا أمر واضح......
     يبقى أن نشير إلى أمر بديهي آخر ، وهو أن استخراج أطروحة القولة يشترط فهما جيدا لمضمون القولة ..

    فمن الواضح أن القولة  " إن التجربة هي المصدر الوحيد للمعرفة العلمية " لها أطروحتها التي تؤكد عليها أي أطروحة النزعة التجريبية...في حين أن القولة  " ليست التجربة مصدرا وحيدا للمعرفة...." لها أطروحتها التي تريد أن تؤكدها من خلال نفيها لأطروحة كفاية التجربة في بناء المعرفة (أي نفي الأطروحة التجريبية ، والتي تسمى أيضا بالنزعة الوضعية أو الإختبارية)..    أي أنها تهدف إلى الدفاع عن أطروحة النزعة العقلانية..
  ومن ثم يفرض الموضوع الأول أن نتناول الموقف التجريبي (في التحليل ) ، بينما تفرض القولة الثانية أن يكون تحليلنا مركزا حول الموقف العقلاني بوصفه الموقف الذي تراهن عليه القولة..
...ونفس الأمر يسري على القولة السابقة : " ينبغي أن نكون عبيدا للقوانين كي نكون أحرارا "..فهي تنطوي على أطروحتها التي تؤكد على ضرورة التنظيم القانوني للحرية..وهي الأطروحة التي تم تناولها في التحليل قبل التطرق – في المناقشة – للأطروحة المقابلة..

      -  فما الذي يميز صيغة السؤال عن صيغة القولة ؟
      - هل يتخذ السؤال طابعا محايدا أو بريئا !؟.. بحيث يهدف فقط إلى الإستفسار عن حقيقة ما يجهلها صاحب السؤال ؛ أم أن السؤال ( أو بعض الأنماط من الأسئلة ) قد ينطوي على موقف معين أو يراهن على أطروحة ما مثلما هو الشأن بالنسبة للقولة ؟؟
    ■- ترد أسئلة امتحان الباكلوريا في صيغ تتباين من حيث أدوات الإستفهام التي تعتمدها ، ومنها مثلا :

             ● ﴿ كيف..؟ ﴾.. كيف تتحدد قيمة الشخص ؟  سؤال يتطلب تناول الأطروحات المرتبطة بقيمة الشخص ..أي "كانط" و"غوسدورف" (حسب كتاب في رحاب الفلسفة) ، ويبقى أمر ترتيب هذه التصورات من اختيار التلميذ ما دام السؤال لا يشير إلى أية أطروحة...

             ● ﴿..ما..؟.﴾.. ما الدولة ؟.(سؤال يقتضي تناول مشروعية الدولة وغاياتها، أي الإشكالية المطروحة في المحور الأول من درس الدولة ، مع ترتيب الأطروحات حسب اختيارنا ما دام السؤال لا يلزمنا بأن نبدأ بهذا التصور أو ذاك..)....
( تم طرح هذا السؤال في موسم 2011 /2012  ).

       من الواضح أن (كيف ...؟) يراد بها بيان الأساس أو المصدر الذي تنبني عليه قيمة الشخص..
و (مــا ...؟) يراد بها الإستفسار عن أساس الدولة ووظائفها...فالسؤالان معا لا يتضمنان موقفا أو حكما معينا ( لا يراهنان على أية أطروحة )، كما لا يلزمان بترتيب محدد للأطروحات....الشيء الذي يسمح لنا بأن نختار بحرية ترتيب التصورات أو الأطروحات التي يستدعيها الموضوع..
  فالإنتباه إلى صيغة السؤال يساعدنا على بلوغ فهم جيد وضمان بناء إجابة مقبولة..ولا أعتقد أن هذا الأمر سيكون صعبا.


           ● ﴿..هل..؟ ﴾..    هل توجد دولة بدون عنف  ؟ .

                             هل التجربة هي المصدر الوحيد للمعرفة...؟

                             هل يمثل الغير ضرورة للأنا ؟

                             هل يمكن معرفة الغير عن طريق المماثلة بيني وبينه ؟
( تم طرح هذا السؤال في الدورة العادية لموسم 2012/2013 ..وسنحاول تقديم بعض المعطيات حول طريقة معالجته ).

    تستخدم هذه الأسئلة أداة الإستفهام " هل ..؟" بخلاف السؤالين السابقين   ( كيف – ما ..؟)...
    فما الذي يترتب عن هذا الفرق ؟

   عندما نوجه السؤال التالي لأحد ما :        
               * هل توجد دولة بدون عنف ؟..
...فهل غرضنا من طرحه هو مجرد استفسار نريد من ورائه الحصول على معرفة أو حقيقة جديدة كنا جاهلين لها ..؟  ..أم أننا نريد -  في الحقيقة - أن نجر المخاطب (الذي نوجه إليه السؤال) إلى الإقرار بأنه لا توجد دولة بدون عنف..؟      أليس الإحتمال الثاني هو الأرجح ؟..أي أن السؤال ليس بريئا كما قد يبدو في ظاهره ، بل يراهن على فكرة أو تصور معين هو عدم وجود دولة بدون عنف ، ويريد من مخاطبه أن يقدم جوابا يعزز هذه الفكرة ، أي أن يجرنا إلى الإتفاق معه في الرأي عندما سنبين أن كل دولة لابد أن ترتبط بالعنف...

ملحوظة :
      بالطبع..ليس من الضروري أن نظل متفقين مع الطرح الذي يذهب إليه السؤال ، بل سنراعي في مرحلة التحليل عرض الأطروحة التي يراهن عليها ﴿ أي عدم وجود دولة بدون عنف ﴾.
            ﴿ مع الأخذ بعين الإعتبار تحديد قيمة هذه الأطروحة وحدودها ﴾.
    على أن نتطرق في المناقشة للأطروحة التي يعارضها ﴿ أي إمكانية وجود دولة بدون عنف ﴾                                                                         ﴿ + القيمة والحدود ﴾...
 وبذلك سننتهي إلى الحكم على كل موقف بأنه نسبي لا يكفي وحده لتفسير الإشكالية المطروحة....فالهدف إذن هو الكشف عن الأطروحة التي يميل السؤال إلى تأكيدها أو الدفاع عنها لكي نجعلها موضوعا للتحليل ، ولا شيء يمنعنا من مناقشة تلك الأطروحة بعد ذلك ، بل هذاهو المطلوب في بناء الإجابة كما لاحظنا في الوثيقة السابقة حول صيغة القولة..


  نفس الأمر ينطبق على سؤالنا :   * هل التجربة هي المصدر الوحيد  للمعرفة العلمية ؟

    فهذا السؤال ينطوي ضمنيا على أطروحة أو تصور مفاده أن التجربة ليست المصدر الوحيد للمعرفة العلمية..أي أنه سؤال استنكاري يهدف إلى نفي ما يصرح به من حيث منطوقه الظاهري (التجربة كمصدر وحيد للمعارف العلمية ) ، وإثبات ضده ( لا تعتبر التجربة مصدرا وحيدا للمعارف العلمية )..

    ويسري ذلك أيضا على السؤال (هل يمثل الغير ضرورة للأنا ؟)..فمراد السؤال هو التأكيد على أن الغير قد لا يمثل ضرورة للأنا...( هناك تصورات فلسفية تنفي ضرورة الغير في تحقيق الوعي بالذات أو تبلور "الأنا" كالتصور الديكارتي ، أو موقف "هايدجر"..)..

   والسؤال الأخير ( هل يمكن معرفة الغير عن طريق المماثلة بيني وبينه ؟) لا يشذ عن هذه القاعدة ، فهو سؤال يستهدف القول بأن أسلوب المماثلة قد لا يكون صالحا - أو كافيا - لمعرفة الغير( نفي ما يصرح به ظاهريا )، وإثبات ضده ( تعذر معرفة الغير عبر المماثلة )..

 
  وباختصار..عندما يتخذ السؤال هذا الطابع الإستنكاري ، فإنه يتطلب منا أن نبدأ بالأطروحة التي يراهن عليها ،وليس تلك التي يريد نفيها..وفي ما يلي بعض التوضيحات الإضافية :

         * - السؤال الأول يتطلب – على مستوى التحليل – تناول الأطروحة التي تؤكد على أن الدولة ترتبط بممارسة العنف...عنف قد تكون غايته الوحيدة هي الحفاظ على السلطة ولا يشترط فيه أن يكون مشروعا  ﴿موقف "ماكيافيل" ﴾..أو قد يكون عنفا مشروعا ينضبط للقواعد القانونية  ﴿موقف "ماكس فيبر"﴾...وعلى مستوى المناقشة ، يتم التطرق للأطروحة التي تنبذ أو ترفض عنف الدولة ﴿ ابن خلدون – غاندي – حنا أرندت ... ..

         * - بالنسبة للسؤال الثاني ، نتطرق في التحليل للأطروحة العقلانية التي يبدو أن السؤال يميل إليها، ثم للأطروحة التجريبية التي يبدو أن السؤال يحاول نفيها  .

         * - السؤال الثالث يقتضي – في التحليل – تناول الأطروحة التي لا تعتبر وجود الغير شرطا ضروريا لحصول الشخص على الوعي بذاته أو تشكيل "أناه"..
 ← نجد هذا الموقف عند "ديكارت" و "هايدجر"...
والتطرق - في المناقشة - للأطروحة التي ترى أن وجود الغير يعد شرطا لازما لتحقيق الأنا وعيه بذاته    ← نجد ذلك عند "هيجل" و "سارتر"..

        * - السؤال الأخير يفترض أن يتم تناول الأطروحة ( ات ) التي تنفي إمكانية معرفة الغير  قبل تخصيص المناقشة لتناول الأطروحة ( ات ) التي تؤكد على إمكانية معرفة الغير...

·                      إن الهدف من إيراد هذه المعطيات هو إثارة الإنتباه إلى أن الأسئلة التي تتخذ صيغة السؤال الإستنكاري ، في مجال الفلسفة ، ليست أسئلة بريئة لا تنطوي على أطروحة ما أو لا تراهن عليها ، بل هي أسئلة حاملة في طياتها لتصور معين هو الذي ينبغي علينا أن نتطرق إليه في التحليل قبل الإنتقال – في المناقشة – إلى التصور الذي يعارضه ، وهو التصورالذي ينفيه السؤال..

·                      تجب الإشارة إلى أن السؤال الإستنكاري هو الذي يبدأ ب " هل " ويتضمن الإشارة إلى تصور واحد أو أطروحة واحدة....أما عندما يتضمن أطروحتين ، فإنه يصبح سؤالا يهدف إلى الإستفسار فقط...


                مثلا إذا كان السؤال على الشكل التالي :

*  هل تعتبر التجربة مصدرا وحيدا للمعارف العلمية ، أم أن هذه المعارف نتاج للتفكير العقلي المجرد ؟....فإنه يفقد الطابع الإستنكاري ولا يتطلب منا سوى تناول التصورات الواردة فيه بالترتيب..أي أن نتحدث عن التصور التجريبي أولا ، ثم نقابله بالتصور العقلاني ثانيا ..


·                    أرى من الضروري الإشارة إلى أن هناك طريقة متداولة بين العديد من التلاميذ – ربما بإيعاز من بعض الأساتذة – تتعلق باستخلاص الأطروحة التي يراهن عليها السؤال الإستنكاري..وتتمثل في اللجوء إلى حذف أداة الإستفهام "هل" واعتبار أن ما تبقى من عبارة السؤال هو أطروحته..!؟..
مثلا بالنسبة للسؤال : *هل التجربة هي المصدر الوحيد للمعرفة...؟..سنحذف – حسب هذه الطريقة – "هل" فنحصل على الأطروحة التي يراهن عليها السؤال ، وهي " التجربة هي المصدر الوحيد للمعرفة.."..ونلاحظ بأننا بذلك قد عكسنا الأمر ، بحيث جعلنا السؤال يِؤكد ما ينفيه !؟ ﴿أي أننا أوقعنا أنفسنا في تناقض صارخ...إنها طريقة سيئة تنم عن قراءة ساذجة وسطحية للسؤال..والقراءة المتمعنة وحدها هي التي تكشف لنا عن أطروحة السؤال الإستنكاري..



  أخيرا ،أملي أن أكون قد بلغت بأكبر قدر من الوضوح ما ورد في هذه الوثيقة من معطيات..كما أود أن أشير إلى أنه أثناء عملية تصحيح مواضيع الباكلوريا يتم التساهل مع الإجابات التي تتطرق للموقفين بالنسبة للسؤال الذي يكتسي صبغة استنكارية (أي يتم قبول الإجابة التي تتناول الموقفين التجريبي والعقلاني – مثلا بالنسبة للسؤال السابق– مهما كان الترتيب الذي يضفيه عليها التلميذ..أي أن الشرط الوحيد هو عدم الخروج عن الموضوع..أما أن يبدأ التلميذ بهذا الموقف أو ذاك فيظل أمرا مقبولا عموما )..
ويستند هذا الموقف إلى فهم خاص للسؤال الإستنكاري مؤداه أن السؤال الذي يوظف "هل" يحتمل جوابين أو موقفين يمكن للتلميذ أن يستحضرهما دون تقييده بترتيب معين..وربما يقف وراء ذلك أيضا تدني المستوى التعليمي العام للتلاميذ مما يضطر السلطات الوصية على التعليم إلى التساهل حتى لا تكون نتائج الإمتحان كارثية...وإذا كنت قد أكدت على ضرورة فهم محتوى السؤال الإستنكاري ، ومحاولة الكشف عن الأطروحة التي يميل إليها فلأجل تحقيق الأفضل....وبالنسبة لي شخصيا ، تكون الإجابة التي تدل على أن التلميذ قد أدرك الطبيعة الإستنكارية للسؤال ووضحها في عمله أفضل من الإجابة التي لا تراعي هذا الأمر وتكتفي بعرض المواقف كيفما اتفق دون مراعاة خصوصيات السؤال..
  ولحسن حظ التلميذ ، يظل المطلوب هو توفير معطيات الإجابة دون إلزامه بترتيب المواقف حسب ما تقتضيه طبيعة السؤال الإستنكاري..لذلك ينبغي أن يكون اختيار التلميذ قائما على مدى تمكنه من الموضوع ومن مادة الفلسفة عموما..فإذا أدرك إدراكا واضحا بأن السؤال يحمل صبغة استنكارية ، وتمكن من توضيح ذلك في تناوله للموضوع ، سيكون عمله مقبولا...أما إذا لم يتمكن من إدراك طبيعة السؤال فاعتبره مجرد استفسار وأنجز إجابته بناء على ذلك ، سيكون عمله مقبولا أيضا..( طبعا مع أفضلية الإختيار الأول في نظري ).


          نأخذ مثلا السؤال :    هل التجربة هي المصدر الوحيد للمعرفة...؟

1إذا اعتبرنا أن السؤال ذو طابع استنكاري ، سنقوم بمعالجة هذه النقطة كما يلي :

  نشير في بداية التحليل – بعد تعريف المفاهيم – إلى أن السؤال له طابع استنكاري يتمثل في كونه يهدف إلى التأكيد على وجود مصدر آخر للمعرفة من غير التجربة ، أي يحاول الدفاع عن الموقف العقلاني الذي يرى ممثلوه بأن.... ثم نقوم بتحليل هذه الأطروحة قبل الرد عليها ، في المناقشة ، بواسطة الأطروحة المعارضة ( النزعة التجريبية)..

2 – في الحالة الثانية ، أي اعتبار السؤال مجرد استفسار عن حقيقة ما ، يمكننا تطبيق الصيغة التالية :

  نشير في بداية التحليل – بعد تعريف المفاهيم – إلى أن السؤال يقتضي استحضار الموقف الذي يرى بأن التجربة هي المصدر الوحيد للمعرفة العلمية.....ثم نقوم بتحليل هذه الأطروحة ( أي موقف "كلود برنار " أو..... )..قبل مقابلتها بأطروحة مخالفة في المناقشة...



  نعود الآن إلى السؤال : هل يمكن معرفة الغير عن طريق المماثلة بيني وبينه ؟

الخطاطة الأولية



المجزوءة
الوضع البشري
         يمكن تعريف المفهوم لاستثماره عند الحاجة..( مفهوم يشير إلى المكونات التي يتحدد بها وجود الإنسان..ويدخل ضمنها البعد العلائقي الذي يرتبط بمفهوم الغير..).





المفاهيم
   الغير ←( مفهوم مركزي في السؤال..بجواره " معرفة الغير – المماثلة "، سيتم تناولهما أثناء عرض الأطروحات..لذلك ، وتلافيا للتكرار ، ليس من الضروري تعريفهما في بداية التحليل ثم العودة إليهما لاحقا..).
         عند الشروع في التعريف نشير إلى أن الغير مفهوم يحيل معناه ، عموما، على الآخر من الناس ..
    وينطوي ، من حيث دلالته الفلسفية ، على مفارقة تجعله شبيها بالأنا أو مطابقا لها من جهة ( تعريف "لالاند"← " الأنا الآخر") ، ومخالفا للأنا أو نقيضا لها من جهة ثانية ( تعريف "سارتر" ← " الأنا الذي ليس أنا")..


الإشكالية ( المحور )
معرفة الغير
         تتم الإشارة إلى الإشكالية التي يثيرها السؤال مع صياغة التساؤلات ( حول المفهوم أو المفاهيم أولا ، ثم عن مضمون الإشكالية ثانيا ).








الأطروحات



1– الأطروحة المفترضة في السؤال ..( بحكم أن السؤال له طابع استنكاري ، فإن الأطروحة التي سنبدأ بها هي تلك التي تميل إلى اعتبار معرفة الغير متعذرة أو مستحيلة..).
         يمكن استثمار تصور " مالبرانش " ( تعذر معرفة الغير من خلال الأنا )............. أو " سارتر " ( معرفة الغير تشييئية..)، أو " غاستون بيرجي "( عزلة الأنا )..

2 الأطروحة المقابلة ..
         يمكن توظيف تصور "ميرلوبونتي" ← ( معرفة الغير ممكنة عبر الإستدلال بالمماثلة )..
.. أو "ماكس شيلر" ← ( معرفة الغير ممكنة بالنظر إليه ككل موحد / ككلية une totalité )..


*- أمامنا الآن أطروحات متعددة يمكننا استثمارها في بناء الإجابة ، إما بالإقتصار على المقابلة بين أطروحتين فقط ، أو تجاوز ذلك نحو توظيف عدد أكبر من هذه الأطروحات...وينبغي بهذا الصدد مراعاة شرطين :
أولا :   اختيار ما نراه في متناولنا من تصورات ، أي ما نملك بصدده معطيات كافية وواضحة..
ثانيا :   اختيار الأطروحات الأكثر قربا من الموضوع ، أي التي تتضمن معطيات ملائمة أكثر ..

  إن التمعن في مضمون السؤال يكشف لنا عن إمكانية توظيف :
  1 – تصور "مالبرانش" القريب أكثر من الأطروحة المفترضة في السؤال ، ومن ثم يمكن استثماره في تدعيم هذا الموقف .
( طبعا قد يتم توظيف تصورات أخرى مثل "سارتر"أو "غاستون بيرجي"..وسيكون ذلك مقبولا بحكم ارتباط هذه التصورات بالموضوع..).
  2 – تصور "ميرلوبونتي" الذي يبدو أنه يمثل الموقف الذي يميل السؤال إلى التشكيك فيه .
( طبعا قد يتم توظيف تصورات أخرى مثل "شيلر"..وسيكون ذلك مقبولا بحكم ارتباط هذا التصور بالموضوع..).

ومع ذلك ، لا شك أن الإختيار الأول ( "مالبرانش" و "ميرلوبونتي" ) سيبقى أفضل ما دام يعبر عن فهم أعمق لمتطلبات الموضوع..

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire